... هاي قصتنا
على درب معيشتنا في مدينة جامعة لشتى الأعراق والثقافات، وجدنا أنفسنا محاطين بأطفال يشعرون بثقة أكثر عند التكلم باللغات الأجنبية أكثر من اللغة العربية، وأن تعليمهم لغتنا الأم يشكل تحدياً هاماً
بات من الواضح أن الأطفال حولنا يتقنون تكلم اللغة الإنجليزية من كثرة الممارسة في المدرسة أو من التلفزيون أو خلال التفاعلات المحلية اليومية مع الجنسيات الأخرى، ولا يمارسون تكلم اللغة العربية بما يكفي. ولذلك شعرنا بالحاجة الملحة إلى إعداد كتب وأنشطة ممتعة باللغة العربية من شأنها أن تعمل على التركيز على لغتنا الأم في الأسرة وفي دوائرنا الاجتماعية
بعد أن أنجبت ابنتي، عملت جاهدة لتعريضها بشكل يومي إلى الكتب والألحان العربية، وبأن تكون المحادثات المنزلية باللغة العربية
شرعت أغني لها الأبجدية العربية في كل فرصة وطوَّرت لعبةً ممتعة تمكنني من تتبع المواضيع التي أغطيها. كنّا نختار أنا وزوجي فئة كالحيوان أو النبات وغيرها، ونحاول تسمية الأشياء التي تندرج في هذه الفئة من الألف إلى الياء. لاحظنا بعد أشهر معدودة أنها بدأت إظهار الاهتمام لما تسمع، كما أنها تحاول أن تغنّي أغنية الأبجدية معي، حيث تحدّق في شفتي وتحاول تقليد ما أقول من أحرف وكلمات
قررت أن أضع الكلمات التي تسمعها بجانب صور واقعية كي تربط بين ما تسمع وما ترى. قمت بطباعة كتاب صغير من الكرتون الذي تلقى بعض الثناء لقلة المنتجات المماثلة له في الأسواق المحلية، وضعت الكتاب بيديها يومياً، وبعد وقت قصير بدا منها الاهتمام بالألوان والصور وتقليب الصفحات والإشارة
أدركت أنه لا بد من إنتاج محتوى أدبي لكي يستفيد منه الأطفال والآباء. لجأت أيضاً إلى كتابة المزيد من الكلمات والمعلومات التي لهل صلة بالصورة المعروضة، لكي يكون لدي محتوى عربي أكبر أستطيع أن أقرأه لها
عملت على إنتاج كتب تتعلق بالأبجدية تحت مظلة مرحبا سيما، الهدف منها أن تزيد التركيز على لغتنا الأم، وأن تساعد على تعلّم الأبجدية وبعض الكلمات الأساسية التي يمكننا استخدامها في الحياة اليومية، وأن تساعدنا أيضاً على تأليف الأنشطة الممتعة. كانت الترجمة اللفظية هي آخر ما تطرقت إليه في الكتاب في محاولة جذب الآباء الأجانب أو غير الناطقين باللغة العربية الذين يتطوقون إلى تعلم اللغة أو إلى تعليم أطفالهم اللغة